النهار

١٤ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١٤ اكتوبر-٢٠٢٥       14465

بقلم - نانسي اللقيس  
لم يعد موسم الرياض مجرد حدث سنوي، بل بات ظاهرة ثقافية واقتصادية تعيد تعريف مفهوم الفضاء العام في المملكة، وتجسّد مرحلة التحول الكبرى ضمن "رؤية 2030"، فبإطلاق النسخة السادسة من موسم الرياض 2025، وبتوجيه وإشراف مباشر من معالي المستشار تركي آل الشيخ، تتحول العاصمة من مجرد جغرافيا على الخريطة إلى "فكرة"؛ فكرة استثمار الفرح، والاحتفاء بالوعي الجمعي، ودمج الهوية المحلية بالصناعات الإبداعية العالمية.

لقد كان حفل الافتتاح الضخم هذا العام إعلاناً بليغاً عن هذا التحوّل، فالمسيرة العالمية التي اجتاحت شوارع الرياض لم تكن مجرد استعراض، بل كانت بياناً فنياً بأن المدينة باتت قادرة على استضافة أعلى مستويات الإبداع العالمي وصناعته، تتوزع هذه الرسالة على 11 منطقة رئيسية، حيث تُصبح كل مساحة مختبراً للتجربة الإنسانية، فـ "بوليفارد وورلد" ليس مجرد ترفيه، بل هو نافذة حية على ثقافات العالم، تكسر الحواجز الجغرافية وتعزز الانفتاح الحضاري، فيما يُشكل "بوليفارد رياض سيتي" و "ANB أرينا" مركزاً لدمج الفن بالرياضة، مقدمين استقطاباً نوعياً لبطولات ومواهب من الصف الأول.

وفي العمق الاقتصادي، يبرهن الموسم على أن الفرح استثمار حقيقي، فقيمته المضافة للاقتصاد الوطني تتخطى الأرقام المباشرة؛ إنه يضخ دماء جديدة في شرايين التنمية المستدامة، مُنشئاً قطاعات جديدة ومُغذياً سلاسل الإمداد المحلية، الأثر التراكمي للموسم واضح في توليد مئات الآلاف من فرص العمل، وتأكيد جاذبية "الوجهة السعودية" لرؤوس الأموال العالمية، لقد نجح الموسم في بناء علامة تجارية وطنية ذات صدى عالمي، متجاوزاً قيمة المؤثرات التسويقية اللحظية ليصبح منصة للتبادل الثقافي والمعرفي.

هذا الإنجاز الحضاري والتنموي، الذي حوّل الشوارع إلى مسارح للالتقاء، هو نتاج الدعم اللامحدود والرؤية الملهمة للقيادة الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومهندس التحولات الكبرى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، موسم الرياض يرسخ أن المملكة تستطيع الموازنة ببراعة بين الحفاظ على الجذور، والانطلاق نحو المستقبل، إنه ليس حدثاً ترفيهياً عابراً، بل هو فصل جديد في كتاب بناء الدولة العصرية، يؤكد أن الرياض هي اليوم عاصمة الإبهار المعرفي والثقافي التي تُبدع في صناعة الغد.