بقلم - حذامي محجوب
تتجه أنظار العالم اليوم الخميس 30 أكتوبر نحو كوريا الجنوبية، حيث يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة تاريخية على هامش اجتماع التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC).
هذا اللقاء ليس مجرد مناسبة دبلوماسية روتينية، بل اختبار حقيقي يحدد مستقبل العلاقات بين أكبر اقتصادين عالميًا ويؤثر بشكل مباشر على الأسواق والاقتصاد الدولي.
يمثل ترامب الشخصية الحازمة والصريحة التي تبحث عن صفقات ملموسة، بينما يظهر شي جين بينغ استراتيجيًا حذرًا يجمع بين الحزم والدبلوماسية الذكية، قادراً على الرد على أي تحركات غير متوقعة من الجانب الأمريكي.
هذه الديناميكية تجعل اللقاء مليئًا بالترقب، فكل خطوة يخطوها الطرفان ستكون محط متابعة دقيقة من قبل العالم بأسره، لما لها من انعكاسات اقتصادية وجيوسياسية واسعة.
ومن المنتظر أن تتناول القمة ملفات حاسمة تشمل الرسوم الجمركية والتجارة الدولية والسلع الحساسة مثل الرقائق الإلكترونية والمعادن النادرة، إضافة إلى القضايا الاستراتيجية وعلى رأسها مستقبل تايوان.
إن أي قرار يصدر عن هذا اللقاء سيكون له أثر فوري على الأسواق العالمية والاستثمارات، وقد يعيد رسم خريطة القوة الاقتصادية الدولية، في وقت يسعى فيه كل طرف إلى تحقيق توازن بين مصالحه واستراتيجياته طويلة المدى.
يحمل هذا اللقاء أهمية استثنائية تتجاوز حدود العلاقات الثنائية، إذ يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة العملاقين على التوصل إلى تفاهم واستقرار نسبي في ظل ضغوط اقتصادية وجيوسياسية متزايدة.
النجاح في هذه القمة يعني إحراز تقدم في تهدئة التوترات، بينما أي توتر جديد قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي.
إن لقاء ترامب وشي جين بينغ ليس مجرد محادثات رسمية، بل هو مواجهة بين قوة الاقتصاد الأمريكي ورؤية الصين الاستراتيجية، ستحدد إلى أي مدى يمكن للعملاقين حماية مصالحهما وتحقيق التوازن في عالم مضطرب، وترسم ملامح العلاقات الدولية في المستقبل القريب.