الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢ اكتوبر-٢٠٢٥       11990

بقلم - منى الغامدي 

برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة ، وبإشراف ومتابعة توجيهات معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن السديس تنظم رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي ملتقن علمياً عن مأثر سماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله ، في مبادرة علمية نوعية تهدف لى تسليط الضوء على أحد أبرز أعلام الحرمين الشريفين، وإبراز إسهاماته العلمية والشرعية والاجتماعية، بوصفه رحمه الله أنموذجاً مضيئاً للعالم الرباني والداعية المصلح صاحب المكانة الكبيرة في قدره ومقامه وقربه من قلوب المسلمين كافة وأهل المدينة على وجه الخصوص.

ياتي هذا الملتقى في إطار جهود الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله في رعاية الحرمين الشريفين وتعظيم مكانتهما العلمية والدعوية وتعزيز دورهما في نشر قيم الاعتدال والوسطية، وإبراز الصورة المشرقة للإسلام الوسطي دين الرحمة والسلام.

ومنذ الإعلان الأول عن إقامة ها الملتقى وأهل المدينة مستبشرون فرحون بترديد ذكرياتهم مع هذا الشيخ ، وهذا والله توفيق مبارك من رئاسة الشؤون الدينية لدورها الفاعل في التخطيط لمثل هذه الملتقيات العلمية المتخصصة التي تخلد سير العلماء الربانيين الذين خدموا الحرمين الشريفين، وقدموا نماذج مشرقة للعلماء العاملين بعلمهم المخلصين لدينهم ووطنهم وأمتهم.

أتي هذا الملتقى ليجسد رسالة الرئاسة في تعزيز المعرفة الدينية الأصيلة، وربط الأجيال بسير الأئمة والخطباء الذين مثلوا المنبر النبوي الشريف أصدق تمثيل.

قبل يومين كنت في رحاب  المسجد النبوي  في المصليات النسائية أسمع اسم الشيخ عبد العزيز بن صالح يتردد حولي بكل سعادة بأن هناك ملتقى سيعقد بعد أيام يتناول سيرته العطرة، خرجت من الحرم وتجولت في شوارع المدينة النبوية المباركة وإذ بلوحات الإعلانات في الشوارع والميادين تعلن لكافة أفراد المجتمع عن هذا الملتقى وبرعاية سمو أمير المنطقة، هنا أدركت قيمة العمل المشترك وتوحيد الجهود لتحقيق الغاية والهدف والرؤية الرسالة عبر تناغم مؤسسي يسير بخطط محكمة نستلهما من قيادتنا الرشيدة في ظل رؤية وطن طموح يعلي من قيمة العمل الجماعي : فالقيادة الرشيدة بتوجيهاتها والأمارة والأمانة مع الشؤون الدينية في مقر الغرفة التجارية مع فرق عمل من كافة القطاعات تكتمل الصورة عبر بوابة الإعلام الواعي الذي ينقل هذه الملتقى العلمي ويثري المحتوى الإعلامي بالمفيد والنافع .

عدت بذكريات طفولتي مع والدي رحمه الله كنت أحظى بصحبته في العشر الأواخر في قيام الليل صلاة التهجد تحديداً وبعد انتهاء الختمة في التراويح كنا على موعد مع ختمة ثانية في التهجد لأنه كان يقوم الليل بثلاثة أجزاء بي همة عالية حتى ينهي ختم القرآن مرتين في التراويح والتهجد : كان الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله له خطبة سنوية في ليلة السابع والعشرين عن ليلة القدر كنا ننتظرها صغارا وكبارا ، وفي آخر جمعة من رمضان كنت ايضاً أذهب مع والدي للصلاة في  المسجد النبوي  حيث يقرأ الشيخ سورة السجدة هذه الذكريات لا تفارق ذهني وصوته رحمه الله مازال خالداً في أسماعنا وقربه من أهل المدينة ومحبته لهم يشهد بها كل من عاشر الشيخ وعاصره .

الحديث بقية عن الملتقى الذي سيعقد يومي الأربعاء والخميس /23/ 24 من ربيع الآخر، لتوثيق سيرة علم من علام الحرمين الشريفين ورسالة خالدة من جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لتعطر مجالسنا بالسيرة العطرة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح عن علمه وتأثيره في طلابه ومجتمعه لتبقى ذكراه حيه في وجدان الأمة وفاء وإكراماً لعلمائنا وعرفاناً لمن خدم الإسلام والمسلمين من محراب  المسجد النبوي  الشريف وتأكيدا على استمرار نهج المملكة في تكريم العلماء وتخليد مآثرهم وبناء جسور المعرفة بين الأجيال لتبقى منابر الحرمين الشريفين منارات هدى تضيء دروب العالمين.